الجمل يعصر وجمل يأكل العصار
خالد الكابر
نجد أن هناك تفاوتاً واضحاً في الجهود والتضحيات بين البشر، يمكن تمثيل هذا التفاوت بمقارنة بسيطة بين ا...
تعمل إيران على استغلال حالة الفوضى التي أحدثتها الحرب الأهلية في السودان لتحظى بموطئ قدم لها على البحر الأحمر.
وأن حصول إيران على موطئ قدم لها في السودان سيجعلها تحاصر خصومها الإقليميين، مثل السعودية وإسرائيل، وتهدد الملاحة البحرية المارة بقناة السويس.
الحرب في السودان تراها إيران نقطة انطلاق لتحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الأجل، من حيث التوسع في إفريقيا، والسيطرة على البحر الأحمر، والنفوذ الإقليمي الأوسع.“ وفي سبيل تلك الغاية، أمضت إيران أكثر من عام في ترميم علاقاتها مع القيادة السودانية، ومجموعة سياسية من نظام الاخوان "الكيزان".
ففي أكتوبر 2023، استأنف السودان وإيران العلاقات الدبلوماسية وتبادلا السفراء بعد قطيعة دامت ثماني سنوات، وأمدت إيران الجيش السوداني من يومئذ بالأسلحة لنصرته على الدعم السريع،
وذكر مراقبون أن إيران ساعدت الجيش على تجنيد وتدريب جنود جدد من المهجَّرين بسبب القتال بعد تدريبهم في معسكرات في دولة علي ساحل البحر الاحمر، وحاولت أن تستغل مساعداتها للجيش لحمل القيادة السودانية على الموافقة على إنشاء قاعدة بحرية إيرانية على سواحل السودان، فرفض السودان مقترحها، ورفض اقتراح تلاه لإنشاء ميناء يُستخدم للأغراض التجارية والعسكرية في بورتسودان.
ويسعى الجيش السوداني إلى الاستفادة من وجود إيران للضغط على الجهات الإقليمية والدولية المناهضة لإيران، وتشجيعها على حمل قوات الدعم السريع على الموافقة على وقف إطلاق النار بشروط الجيش.
وفي نهاية المطاف، من المحتمل أن يجر السودان أذيال الخيبة بسبب انخراط إيران في حربه الأهلية إذ تتوسع الجمهورية الإسلامية فيه.
وإذ لا يخفى على أحد أن الجيش السوداني وإيران لا يتوانيان عن التعاون، ظهرت تكهنات عن ضعف السودان أمام نفوذ طهران، فقد أدت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني والدعم السريع إلى تفتيت قدرة السودان على الصمود أمام تسلل القوى الأجنبية ونفوذها.“
ولكن في الأمد القريب، يمكن أن يتفاقم الصراع الداخلي في السودان وينتشر خارج حدوده على إثر تدفق الأسلحة الإيرانية إليه.
ستشعل أسلحة إيران المزيد من الصراعات في السودان وفي دول الجوار، وستحول البحر الأحمر إلى ساحة للمواجهة الدولية، فتزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة وتعرض الملاحة الدولية لتهديدات كبرى.“