النظام الإيراني يرد على صدى بروكسل بالإعدام: تحدٍ سافر للمجتمع الدولي
مهدي عقبائي
في خطوة استفزازية تعكس حالة الرعب التي تسيطر على نظام ولاية الفقيه، أقدمت سلطات طهران على إعدا...
ليعلم الجميع بأنه من الخطأ المزايدة على مشاعر الآخرين وانتماءاتهم، وقد تلتهب مشاعر البهجة لدى البعض ممن يفسرون الأمور ارتجالاً دون فهم ووعي فيعتبرون ما قامت به حماس عملاً بطولياً وانتصاراً كبيراً، ونسوا أن معنى كلمة النصر يتضمن أموراً كثيرة منها النتائج المترتبة على هذا النصر والقدرة على الحفاظ عليه، لكن المؤسف هنا أننا لا نتعلم من أخطائنا رغم أننا نعلم بأن المٌحتل متغطرس ومستهتر ولم تتوقف آلة القتل والعدوان والإجرام والإرهاب لديه يوماً واحداً ضد الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو في الضفة أو حتى على المقدسات الدينية في القدس والتي هي ضمن السيادة الأردنية؛ وبين المحتل والأردن معاهدة سلام لم ينضبط المحتل في إطارها ذلك لأننا لم نعرف كيف نتعامل معه، لكن الانشقاق عن الشرعية الفلسطينية وارتكاب ما ارتكبته حماس بتكليف من إيران لا يُعد نصراً لأنه لبى مخططاً في الخفاء انتقلت بموجبه قوات حربية عملاقة لتتمركز في شرق المتوسط بذريعة ما فعلته حماس والأمر أكبر من ذلك بكثير، وما خفي أعظم..، ومضمون ما خفي هذا لملالي إيران دورٌ فيه لطالما يتستر الغرب عليهم ويدعمون بقائهم في السلطة رغم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقوانين والأعراف الدولية المُرتكبة من قبل النظام الإيراني الذي ارتكب أيضاً جرائم إبادة جماعية وتستر عليها الغرب أيضا؛ بمعنى أن هناك عقوداً من التستر على جرائم الملالي ضد معارضيه مثل إبادة 30 ألف سجينٍ سياسي معظمهم من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية باعتراف منظمات دولية، وهناك تفاصيل مرعبة حول هذه الجريمة المروعة، وكذلك ارتكاب قوات تابعة لنظام الملالي لجرائم ضد الإنسانية بحق عناصر منظمة مجاهدي خلق في مخيمي أشرف وليبرتي بالعراق على الرغم من أنهم جميعاً كانوا تحت الحماية الأمريكية والدولية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة التي تحدث عنها رئيس الوزراء العراقي بالأمس في مؤتمر السلام في مصر، وقد تستر الأمريكان والغرب على تلك الجرائم وغيرها لصالح نظام الملالي فما السر وراء ذلك؟ ولابد للأحداث من ترابط.
واليوم يتساءل الجميع عن سر تغطية الأمريكان والغرب على ضلوع ملالي إيران في عملية طوفان الأقصى الإيرانية التي نفذها مقاتلو حماس بحسب التفسير المنطقي لتصريحات مسؤول حماس في لبنان بأن كان هناك تنسيق كامل مع إيران وحزب الله قبل بدء العملية، وبحسب تفسير وتحليل الخبراء لما جرى من تصريحات ومتابعات لمسؤولي نظام ولاية الفقيه ومسؤولين أمريكيين نفوا التهمة عن الملالي.
نسمع جميعاً بين حين وآخر قصف مطار في سوريا وخروجه عن الخدمة.. وقصف مواقع لحرس الملالي في سوريا ومقتل قادة منهم وجنود، ولم نسمع عن أي رد على الإطلاق طيلة قرابة عشر سنوات أو أكثر، ولا يتخطى الأمر بين الملالي والأمريكان وقوات الاحتلال في فلسطين تصريحات باهتة كأنها تصريحات متفقٌ عليها! تُرى ما السر وراء ذلك؟
هناك العديد من الأسباب وراء تغطية الغرب على ضلوع نظام الملالي في عملية طوفان الأقصى، من بينها ما يلي:
خلاصة القول:
يمكن القول أن هناك العديد من الأسباب وراء تغطية الغرب على ضلوع نظام الملالي في عملية طوفان الأقصى، ويجدر القول أن تغطية الغرب على ضلوع نظام الملالي في عملية طوفان الأقصى يمثل انحداراً أخلاقياً خطيراً؛ فقد سمح الغرب لإيران بالتهرب من المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم الضخم الذي يصفه الغرب بالإرهابي، وهو ما يرسل رسالة خاطئة إلى العالم بأن الإرهاب أمر مقبول إذا تم ارتكابه من قبل دولة مقربة، ومع ذلك فإن هذا الانحدار الأخلاقي لا ينبغي أن يثبط عزيمة الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل الحرية؛ إذ يُدرِك الشعب الفلسطيني أن هذا العالم ليس عادلاً، ولكنه سيستمر في الكفاح حتى تحقيق أهدافه، وهنا يتعين على جميع الدول العربية والإسلامية دعم الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل، والدعوة إلى قيام الشعب الفلسطيني ببناء جبهة وطنية موحدة قادرة على مواجهة التحديات التي تواجهه.
السر وراء استسلام الملالي والأسد لضربات سلطات الاحتلال في فلسطين
هناك العديد من الأسباب وراء استسلام نظامي الملالي والأسد لضربات سلطات الاحتلال في فلسطين، من بينها ما يلي:
الخاتمة:
إن استسلام نظامي الملالي والأسد لضربات سلطات الاحتلال يمثل ضربة موجعة لكبرياء كلا الدولتين وللمقاومة الفلسطينية، ولكنه لا يمثل نهاية الكفاح الفلسطيني؛ فمهما كانت التحديات التي تواجهها فإن المقاومة الفلسطينية ستستمر في الكفاح من أجل تحرير فلسطين، وهنا يأتي دور الدعم الواجب على جميع الدول العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية من أجل الصمود وتحقيق هذا قيام دولة فلسطين من جديد وإعادة الأقصى الجريح.
د.سامي خاطر / أكاديمي وأستاذ جامعي