لماذا تبدو صنعاء اليوم أخطر من طهران 1979
هاني سالم مسهور
رغم مرور أكثر من عقدين على التدخلات الأميركية المباشرة وغير المباشرة في اليمن، لا تزال نتائج المقارب...
أن يتوقف التعليم في عدن . وهذا ما لم يتمناه احد ان يحدث . لما فيه ضرر وخيم على ابنائنا ومنظمومة التعليم العام . ولكن هناك ماهو اهم من التعليم . هو ليس مهم كيف تعيش ولكن الاهم أن تعيش جيدا . تعيش حياة كريمه . لهذا لقد فقد المعلم الحياة الكريمه امام معاش هزيل لا يكفي حتى الاكل والشرب . ولايمكن له الصمود امام هذا الغلاء . ويجب أن يكون هناك فهم وادراك لما يعانيه المعلم من تحديات صعبه وقاسيه في المعيشه وحياة ضنك تواجه المعلم .
ولكن ما يواجه المعلم ومايعانيه . ليس في حال افضل من بقية المهن في شتى المجالات الأخرى . وما يحدث للمعلم وهو لسان حال مايحدث في بقية القطاعات الاخرى . وهي المطالبات الحقوقيه وتحسين مستوى الدخل المادي للمواطن امام غلاء الاسعار وانهيار قيمة الريال . فالمعلم لايختلف عن بقية شرائح المجتمع انها حقوق طبيعيه لجميع المهن المختلفة في كل القطاعات .
ولعل الاكثر ضررا هم أولياء الامور . من عودة التعليم العام واستئناف العام الدراسي . لما فيه من مصاريف اضافيه كثيرة قد لايتحملها الكثير من أولياء الأمور . والسبب في ذلك الارتفاع الكبير في الاسعار الذي لا يستطيع تحمله المواطن . او ولي امر الطالب من ملابس وكتب ودفاتر ومواصلات خاصة لفتيات الثانويه العامه . بينما مستوى دخل المواطن لايكاد يكفي قوت يومه براتب هزيل لايتعدى ستون الف او اقل من ذلك . اننا امام مأساة معيشيه حقيقيه يعاني منها المعلم وكذلك بقية شرائح المجتمع و المهن وليس المعلم وحده فقط من يعاني .
أن سوء الأوضاع الاقتصاديه والمعيشيه . وتردى الخدمات والارتفاع المتكرر للاسعار . مع انخفاض قيمة الريال . ادى الى كثير من الاحتجاجات والتضاهرات من جميع شرائح المجتمع . المطالبة بزيادة الاجور وتحسين مستوى الدخل للمواطن . بالامس خرج القضاة مضربين واعلنو وقف المحاكم حتى تستجيب مطالبهم . وهم يعدو من الوظائف العليا في الدوله . فما حال المعلم الا وهو اقل درجة في الوظيفة عن القضاة واقل أجر .
الا أن الحكومه لم تستجيب لكل هذه الصيحات . التي يطلقها المواطن . وما يعانيه المعلم ليس اكثر مايعانيه الجندي الذي لم يستلم راتبه منذ اشهر . او الطبيب العام الذي يستلم ستون الف ريال يمني . او الموظف الاداري الذي يستلم سبعون الف . بل الاكثر ضررا هم المتقاعدين الذين يتقاضون من أربعون الف . حياة صعبة يعاني فيها المواطن في كل شرائح المجتمع . وتحديات اصعب في تردى الاوضاع المعيشيه الصعبه امام هول الغلاء الفاحش . وحتى لو لم يضرب المعلمين فهناك من أولياء الأمور قد احجمو عن ارسال أبنائهم الى المدارس.
فهناك من باع مقتنيات بيته حتى يوصل أولاده الى المدارس . ان الهوة واسعة وكبيرة جدا بين دخل المواطن الشهري ومايواجه في الواقع امام غلاء مستعر لايرحم . ولايمكن الصمود امامه اصبح الاكل والشرب هم كبير . ولا يكفي حتى بقية الشهر . قد يستدين المواطن او يعمل في مهنة اخرى لاجل مواصلة الحياة فقط . ناهيك عن مصاريف التعليم ومستلزمات الدراسه وغيرها . مثل حليب الأطفال و الدواء اذا كان لديك مرضى في العائلة . أن هناك انحدار كبير في معيشة المواطن . وقد بلغ اقسى درجات الغوث والحاجة . اننا امام مجاعة قد تصل حتى اصحاب المهن العليا من مهندسين وقضاة واطباء عمومين. فما بال اصحاب المهن الدنيا الذين هم اقل مستوى دخل من غيرهم .
ان تأنيب بعض الاعلامين . وبعض مواقع التواصل على اضراب المعلمين . ووقف التعليم العام غير مبرر وغير واعين . لم وصل اليه حال المواطن في عدن . ولا يمكن لناس الصمود امام هذا الغلاء الفاحش . اصبح هم الناس كيف يجدون الطعام والشراب فقط . امام راتب هزيل لايكفي . لقد يأس المواطن من النياح والصياح . فما حاجة التعليم اذا كان الناس لاتجد قيمة الطعام .
ليتوقف التعليم . ان لم تبادر الحكومه الى رفع اجور المعلمين . وبقية المهن ذو الرواتب الادنى . وتحسين معيشة الناس . فلم يعد يستطيع الناس الصبر اكثر مما صبروا.